الصحة النفسية للجنين هى الأساس ليكون هناك إنسان ذو قدرات ومؤهلات تساعده فى مسيرة حياته، ليعيش كأى انسان عادى، ولذا يجب إجراء الفحوصات الدورية وخصوصا للرجال، حيث أن الرجال قد يصابون ببعض الأمراض مثل مرض السيلان وخاصة وخاصة المدخنين و المدمنين وهذا المرض ينشأ عن طريق العلاقات الجنسية غير الشرعية.
وكذلك مرض الزهرى، ولذا يجب فحص المدخن وتشخيص ما قد يعانى منه من أمراض وذلك لكى يسهل علاجها ولو لم يعالج نفسه يمكن أن يصاب بالعـقم أو يؤدى إلى الإجهاض لدى النساء وقد يؤدى أحيانًا إلى تشوهات خلقية لدى الأطفال، كما أن المتعاطين سوف ينجبوا أطفال لديهم استعداد للتعاطى.
ومن هنا يتضح مدى أهمية الوراثة وأثرها فى نقل الصفات التى تحملها الجينات من الأبوين إلى الأبناء والوراثة نصفها من الأب و النصف الآخر من الأم وقد تنتقل فى بعض الأحيان من الجد السادس عشر.
وهناك عوامل عديدة يمكن أن تؤثلر على الجنين قبل تكونه وأثناء تكونه وقبل الولادة.
أولًا: العوامل التى تؤثر على الصحة النفسية للجنين قبل تكونه: ـ
بدأ الاهتمام بالجنين نفسيًا فى السنوات الأخيرة، حيث بينت الدراسات أن الجنين يتأثر نفسيًا منذ لحظة الإخصاب. فالتنظيم فى الحمل بين طفل وآخر يؤثر على الجنين كما أن تقارب فترات الحمل بين بعضها البعض قديسبب تشوهات لدى الجنين وأفضل زمن هو "4" سنوات، وكذلك فإن اعتلال صحة الأم تؤثر على الجنين.
كما أن عدم قيام كلا الزوجين بفحوصات طبية يمكن أن يؤدى أحيانًا إلى ولادة طفل مشوه ولهذا يجب على المقدمين على الزواج إجراء الفحوصات اللازمة وذلك لتلافى إصابة الجنين بالأمراض.
وتؤثر الرغبة فى الزواج من عدمها على صحة الجنين النفسية فكلما كان لدى الزو جين الرغبة فى الزواج كلما كانت صحة الجنين جيدة بعكس إذا كان الزواج بالجبر أو الغصب ويلاحظ ذلك فى الماضي حيث كان الشاب أو الفتاة يجبروا على الزواج ممّن يختارونه الأهل.
و كذلك يؤثر زواج الأقارب على صحة الجنين، فكلما كان هناك قرابة بين الزوجين كلما كانت احتمالية وجود تشوهات فى الجنين أكثر، فالصفات الوراثية التي تكون متشابهة تؤثر على الجنين، فمثلًا ك إذا كان الزوجين متوسطي الذكاء فإن متوسط ذكاء الطفل يكون أقل. كما أن زواج ابنة الخال أكثر ضررًا لأن الصفات الوراثية من جانب الأم أكثر من الأب وفى هذه الحالة يفضل التقليل من الإنجاب. ويعتبر الإنجاب فى سن مبكر من العوامل التى قد تؤدى إلى ولادة طفل مشوه وذلك نتيجة الولادة العسرة أو صغر رحم الأم و غيرها من العوامل الأخرى. كما أن الولادات المتكررة تتأثر بصلة القرابة بين الزوجين ولذا يفضل أن تكون الفترة الفاصلة بين ولادة وأخرى من "3ـ4 سنوات " إذا كانت الزوجة ابنة العم، وإذا كانت غير ذلك فإن الفترة الفاصلة هى من "2ـ3 سنوات.
وتؤثر استقلالية كلا الزوجين فى صحة الجنين فكلما كانت هناك استقلالية كلما كانت نفسية الزوجين مستقرة ومرتاحة أكثر وهذا الارتياح يساعد على نمو الجنين بشكل سليم.
وللعمر أيضًا دورا فى نمو الجنين بشكل سليم، فالأم الحامل التي لم يتجاوز عمرها "18سنة "يكون لها مشاكل نفسية وعضوية أثناء فتر ة الحمل وكذلك لحظة الولادة. والعمر المناسب للحمل لدى المرأة هو من "18 ـ38 سنة" لأن فى هذه الفترة يكون لديها اكتمال فى النضج والغدد قد اكتمل نموها ويكون جسمها مستعد للحمل. أما الحمل بعد " 38سنة " فهو غير مناسب بسبب ضعف الرحم وتقل قدرة البويضة على الإخصاب. وبالنسبة للرجال فإن الزواج المناسب لهم فهو من "20 ـ 55 سنة " ولدى الرجل القدرة على الإنجاب حتى سن " 80 سنة ".
ثانيًا: العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية للجنين بعد تكونه أى أثناء فترة الحمل: ـ
يقول الله تعالى فى كتابه الكريم: ـ ( (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلنه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة مخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) ). سورة المؤمنون ويقول الله تعالى: ـ ( (إناّ خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نيتليه فجعلناه سميعًا صيرًا ) ). ورة الإنسان الآيه "20"
تكتيب هذه المرحلة أهمية خاصة عن باقى المراحل العمرية الأخرى من المراحل الحياتية للإنسان لأن فيها تبدأ الحياة وتتكون أصول أجهزة وأعضاء الإنسان، فبعد أن يتم الإخصاب وهو تلقيح البويضة الأنثوية من قبل الحيوان المنوى الذكرى، تنقسم البويضة المخصبة انقسام ذاتى بشكل طولى ثلاث مرات وتنغرس فى جدار الرحم يبدأ ما يعرف بالجنين.
وعندما يكون عمر الجنين ستة أشهر يبدأ فى السمع والحركة والإحساس بكل ما يطرأ على حالة الأم النفسية والجسمسة. فالجنين يتأثر بالموسيقى الهادئة فيشعر معها بالراحة ويضطرب عندما تكون الموسيقى صاخبة، وقد بينت أ بحاث فرنسية أن الأجنة يستسغون موسيقى موزار ويضطربون لموسيقى بيتهوفن.
ومن أهم العوامل التى تؤثر على الجنين أثناء فترة الحمل ما يلى: ـ
1ـ غذاء الأم: ـ قد يكون المثل القائل بأن الأم الحامل تأكل لاثنين لها و لجنينها صحيحًا ولكن ذلك يعتمدعلى نوعية الغذاء، ويجب أن تتنوع الأغذية وتكون غنية بالمواد المفيدة.
2ـ العقاقير: ـ تكون بنية الجنين هشة وأجهزته الجسمية لم تكتمل بعد وبذلك فإن تأثير العقاقير ولو بجرعة صغيرة يكون تأثيرًا شديدًا ، وخاصة إذا كانت مهدئا ت.
3ـ الإشعاعات: ـ تؤثر بشكل كبير وخطيرعلى صحة الجنين فأشعة " " مثلًا تدمر البويضة المخصبة من الأسبوعين الأولين. وقد وجد فى الدول المصنعة للأسلحة النووية أن المناطق التى يتم فيها الصنع يكون مواليدها مصابون بتشوهات نتيجة الإشعاع.
4ـ أمراض واضطرابات المرأة الحامل: ـ مثل إصابة المرأة الحامل بمرض الحصبة الألمانية الذي قد يؤدى إلى تشوهات فى القلب أو فقدان البصر و الصمم.
5ـ كثرة الحركة و الانفعال الزائد والإجهاد والإرهاق النفسي والتوتر المفرط.
6ـ العصبية: ـ إن عصبية الأم لها تأثير مباشر على الجنين حيث أن الجهاز العصبي فى الجنين جزء من الجهاز العصبي عند الأم. كما أن الزوج المتعصب يؤثر على الجنين عندما يكون فى رحم الأم وذلك لأن الجنين يتأثر بتأثر الأم.
7ـ الملابس الضيقة و الأحذية الغير مريحة: ـ تؤثر على الجنين حيث تسبب آلام وإرهاق جسدي ونفسي للأم.
8ـ التفاهم والحياة السعيدة بين الزوجين ومع الأفراد المحيطين: ـ فكلما كان هناك تفاهم وحوار ومراعاة بين الزوجين لظروف بعضهما وتغلبهما على الصراع أو الخلاف الذي قد يحدث بينهما كانت نفسية الأم جيدة وهذا بدوره يؤدى إلى نمو الجنين بشكل ايجابي، وكذلك علاقة المرأة الحامل بالآخرين المحيطين الذين يحيطونها بالدعم والحب والوفاء والألفة يساعدونها على الشعور بالراحة مما يساعد الجنين على النمو بشكل سليم.
9ـ جنس الجنين: ـ ففي بعض الأحيان ترغب الأم بأن يكون جنينها ذكر وكلن أنثى أو العكس فتقوم بإجهاض الجنين، وعادة يكون من الزوج أو الأهل الذين يرغبون بذكر أو أنثى فتنهال على الحامل الضغوطات واللوم وذلك بسبب الجهل وعدم الوعي، وبذلك يتأثر الجنين وقيل من البعض بأنه يحاول الانتحار.
10ـ الحالة الانفعالية للأم: ـ التغيرات الانفعالية مثل الإجهاد والإرهاق النفسي يؤدى إلى تغيرات فى كيمياء الدم لأنها تنشط الجهاز العصبي المستقل الأمر الذي يؤدى بدوره إلى إفراز الغدد الصماء لبعض المواد الكيميائية فى مجرى الدم مما يؤثر سلبيًا على الجنين حيث يمكن ملاحظة تهيجه وتأثره وحركته الغير طبيعية.
وكذلك إذا كانت الأم قاسية القلب، كاذبة، متكبرة، تحسد وتكره فإن إفرازات جسمها الداخلية تنشر المواد السامة وبالتالي فإن الجنين سينال النصيب الأوفر من هذه الإفرازات والمواد السامة، والعكس من ذلك إذا كانت الأم متسامحة ومتواضعة تحب الناس فإن جسمها سيفرز مواد مهدئة تساعد على نمو الجنين بطريقة سليمة وصحية.
كما أن مشاهدة الأم الحامل للأفلام أو مناظر الحرب وأفلام الرعب يمكن أن تؤدى إلى الولادة قبل الوقت المناسب لأن مشاهدة هذه المشاهد و الأفلام يؤدى إلى اضطرابات فى الحالة النفسية، كما أن العطور تؤثر على الجنين من خلال دخول ثاني أكسيد الكربون أكثر من الأكسجين فيؤدي ذلك إلى تأخر نمو الجنين، بالإضافة إلى أن وجود الأم الحامل في بعض المناسبات قد يؤثر على الجنين فمثلًا وجودها في المآتم يؤثر الغدد لديها وهذا التأثير ينتقل إلى الجنين.
11 – التدخين والإدمان على المخدرات والكحول وجد أن الإفراط في التدخين لدي الحامل يؤثر أولًا علي صحتها ويسبب لها الأمراض الخطيرة وثانيًا يسبب في مضاعفة حركة الجنين بسبب مايصله من النيكوتين مع دم الأم، ويسد الشرايين التى تمد الجنين بالغداء وأما بالنسبة للمخدرات فإنه يتوقف على نوع المخدر الذي يسبب المرض الذي تصاب به الحامل فالماريجوانا والحشيش لهما نفس تأثير التدخين، أما المواد التي تسبب الهلوسات فإنها تقود إلى الإجهاض، وتعاطي الكوكايين أثناء الحمل يؤدي إلى التأخر العقلي واضطرابات الجهاز الدموي والقلب وتمزق أمعاء الجنين مما يضع الأم والجنين أمام الموت.
وقد بينت دراسات بأن الأمهات الحوامل اللاتي يتعاطين المخدرات ينجبن أطفالًا يحتمل بأن يكونوا أكثر عرضة للإدمان على المخدرات.
12- الفارق العمري يجب أن يكون الفرق بين الزوجين 7 سنوات علي الأقل حتي لايواجهوا مصاعب أو متاعب تؤثر عليهم بالدرجة الأولي وعلى أطفالهم بالدرجة الثانية.
13- الوضوح والصراحة: يجب أن تكون الصراحة والوضوح أساس التعامل بين الزوجين بحيث يعرف كل منهما عيوب وسلبيات الآخر حتي توضح الحياة بينهما وتستمر الحياة الزوجية.
الجنين والمؤثرات النفسية والصحية عليه:
من أهم المؤثرات النفسية والصحية للجنين:
• الراحة النفسية و البدنية للحامل وجنينها: ـ
نحن نعرف بأن المرأة حينما تحمل تلجأ إلى الراحة التامة بأن تبقى فى الفراش على الدوام وهى تعتقد بأن ذلك يحافظ على صحتها وصحة جنينها والعكس صحيح حيث أن الكسل والخمول وعم ممارسة الرياضة وقلة الحركة تسبب للمرأة الحامل العديد من الأضرار. وفى المقابل قإن الإجهاد والإرهاق والعمل لفترات متواصلة هو أيضا يسبب العديد من الأضرار للمرأة الحامل ولذا يجب عليها أن تكون متوازنة بين الراحة والعمل، بحيث تعطى لنفسها حقها من الراحة ولا تجعل النوم يغالبها، وأن تجعل أوقات نومها محددة أي من " 8 ـ 10 ساعات " يوميًا حتى تحاول الحفاظ على نضارتها وحيويتها ونشاطها، وعليها أن تأخذ قسطًا من الراحة وخصوصًا بعد العمل أو أي تمرين تقوم به لإجهاد بدنها.
وبالنسبة للرياضة فإنها من أسباب الراحة للمرأة الحامل وخاصة إذا كانت لاتحتوى على تمارين بها كثرة الوقوف لأن ذلك يضرها ويشكل خطورة على الجنين ولهذا يشترط فى الزيادة التي تمارسها المرأة الحامل أن تكون بقدر معقول دون إجهاد جسمها و إتعابها.
إن بعض النساء عندما يكن حوامل ويشعرن بقليل من التعب يستبقن الأحداث ويجتنبن كل الأعمال وهذا فى اعتقادهم سيفيدهن بل بالعكس إن ذلك سوف يساعد على تأزم صحتهن وتعبهن طوال فترة الحمل كما يؤدى بهن ذلك إلى مصاعب كثيرة أثناء الولادة، وفى المقابل فإن المرأة الحامل النشيطة التي تقوم بالأعمال المنزلية المعتادة عليها طبعًا الابتعاد عن رفع الأشياء الثقيلة وتجنب الوقوف بكثرة وممارسة الرياضة الخفيفة التي تقوم بتقوية العضلات يساعدها ذلك أثناء الوضع فهذه السيدة نجدها تساعد نفسها بطريقة غير مباشرة لتسهل ولادتها ويسرها واجتيازها دون مشاكل أو متاعب. وقد أثبتت أبحاث علمية أن الحامل تستطيع أن تمارس رياضتها التي تعودت عليها قبل الحمل مثل: ركوب الدراجة والسباحة وأي نوع من أنواع الرياضة التي لاتحتوي علي جهد كبير والتي لاتتطلب إجهاد نفسها وجسمها أكثر من اللازم وأن تحدد في أوقات محددة ووجيزة وهذا إذا كانت المرأة الحامل في صحة جيدة.
وتعتبر المرأة الحامل التي تمارس الرياضة وتعطي نفسها قدر من الراحة والاسترخاء قد نجحت ووجدت في جسمها أقوي عاملان يؤهلانها لإنجاب طفل سليم وصحيح، هذا ما يخص راحتها البدنية.
وأما مايخص الراحة النفسية للحامل والجنين والتي بدورها تؤثر عليهما، كما أن الراحة النفسية تنعكس على الحالة الصحية والعكس صحيح ولأن الجهاز التناسلي للأم بما في ذلك الرحم وهو الذي يسكن فيه الجنين يرتبط ارتباطًا وثيقًا وشديدًا بجهازها العصبي.
إذ أن الانفعال والتوتر النفسي الذي تتعرض له المرأة الحامل يؤديان إلي استثارة الجهاز العصبي لديها فيؤدي ذلك إلى حدوث اضطرابات في الانقباضات الرحمية وفي تسيير الدورة الدموية الجنينية ويؤدى الانفعال أيضا ًإلى زيادة نسبة الهرمونات في الدم مثل هرمون الأدرينالين والتيروكسين مما يؤدي إلي التهيج والتوتر العصبي للجنين.
فتتضاعف حركة الجنين داخل الرحم وتستهلك هذه الحركة الزائدة نسبة من الغذاء في الوقت الذي يكون فيه الجنين في أشد الحاجة إلى هذا الغذاء لإكمال عملية نموه الطبيعي.
وذلك يشكل خطورة كبيرة علي الجنين قد تستمر حتى بعد الولادة وهناك احتمال إصابته بما يلي:
1 – اضطراب الأمعاء وخاصة النوع المعروف باسم القولون الانقباضي.
2- عدم الانتظام في الرضاعة.
3- النوم المضطرب غير الهادئ.
4- كثرة البكاء والرغبة في أن يكون المولود محمولًا... .. إلي غير ذلك.
ويعد ميلاد الطفل الأول بالنسبة لمعظم الآباء والأمهات أهم خبرة في حياتهم إلا أن المولود نفسه يعد هذا اليوم حيويًا حقًا بالنسبة لهم.
وكما أن لظروف الحمل أثرًا كبيرًا في نمو الوليد فإن ظروف الميلاد لها أيضًا تأثير كبيرًا.
الكاتب: د. صالح المهدي الحويج
المصدر: موقع المستشار